نابل: ''كورونا'' لا تفسد لعروس السكر موعدا !
اشتهرت مدينة نابل بإحياء "موسم " السنة الهجرية بمثرد الفواكه الجافة الذي يزينه تمثال الحلوى أو ما يعرف محليا بعروس السكر.
المثرد هو وعاء من الفخار توضع فيه أنواع عديدة من الحلويات ثم تزينه عروس السكر .
وروى بعض قدماء المدينة أن مثرد عروس السكر يجسّم تلاقح الحضارات في مدينة نيابوليس التي عرفت أقدم ميناء في الجمهورية.
فالمثرد يذكر بما اشتهر به سكان المدينة من صناعة الفخار، أما عروس السكر. تمثال الحلوى، يبدو عادة على شكل عروس أو فارس على حصان ثم تطور حتى أصبح يأخذ بعض أشكال أبطال الصور المتحرّكة والحيوانات فقد وفد على المدينة من إيطاليا أو مالطا التي عرفت بهذه الصناعة ولا تزال.
وككل السنوات انتصبت، هذه السنة أيضا الأسواق ليلا ليعرض التجار بضاعتهم وليقتنيها المواطن في غفلة من فيروس كورونا الذي تضج به البلاد.
بين مثرد العروسة، هدية الفتاة المخطوبة ومثرد الطفل الصغير تراوحت الطلبات بين من يشتري مثردا جاهزا وبين من يقتني مكوناته وفق هواه ووفق هوى جيبه أيضا اذ تشهد أسعار الفواكه الجافة ارتفاعا جنونيا، رغم ذلك يسعد سكان مدينة نابل والمدن المجاورة بإحياء ليلة رأس السنة الهجرية متمسكين بعادات تميزهم عن بقية الجهات ما جعل المدينة على مدى عقود تمثل قبلة للسائح المحلي والأجنبي .
هذه السنة لم يكن الاقبال على أشده ولم تعرف ساحة المحفر، مكان السوق، ذات الاكتظاظ بسبب ما خلفته جائحة كورونا، وفق قول أحد التجار .
ويواصل :" مع ذلك نحمد الله حمدا كثيرا على لطفه ونستبشر خيرا بسنة قادمة قد تأت بنصيب أفضل".
تاجر آخر يؤكد أن البركة في التونسي وأن الحريف التونسي "دينامو العجلة الاقتصادية".
في جولة صغيرة بالسوق لم نلحظ التزاما بقواعد البروتوكول الصحي ومن سألناه أجاب :" نابل خالية من الاصابات المحلية، ثم أين الاكتظاظ نحن نقتني حاجياتنا ولا نطيل المكوث كما أن الاقبال ليس مثل المعتاد".
وبالمجمل قد يكون انتشار فيروس كورونا في تونس أخل ببعض المظاهر واختلت توازنات اقتصادية الا أنه لم يَخلف لعروس السكر موعدا ولم يفسد للتونسي رغبته في الاحتفال والاحتفاء بعادات أجداده.
* سهام عمّار